الفصل 025 : مراقبة.

-----------------------

إستيقظت (ريبيكا) في صباح يوم السبت وجلست تمدد ذراعيها وتتثاءب، فهي جميلة في كل أوقات اليوم مع ملابسها الداخلية الحمراء. وخطيبها (دايفيد) الذي على ما يبدو أنه أستيقظ قبلها كان يرتدي ملابسه وكان يبدو بأنه شارد الذهن، ويفكر في شيء ما.

نظرت إليه (ريبيكا) نظرة رومانسية بينما يوليها بظهره، ومن ثم قالت له:

"واو، (دايفيد)، أنت حقا شخص ينهض في وقت مبكر. وأنا التي خلدت إلى النوم قبل أن تأتي إلى المنزل."

حرك (دايفيد ) رأسه قليلاً حتى يظهر لخطيبته بأنه يستمع إليها، فنظرت إلى يمينها ووضعت يدها على صدرها وأكملت:

"ربما يمكنك إستخدام تلك الطاقة في شيء آخر... كنت قد اشتريت هذا اللباس الداخلي من أجلك ولكنك لم تقل شيئاً حوله..."

فاستلقت على السرير ونظرت إلى (دايفيد) وقالت له بنظرة مثيرة:

"أو أنك تريد أن تراني بدونه؟ لأنه إن كان هذا هو الحال، فهناك حل..."

استدار (دايفيد) إليها وقال لها بكل برود:

"حسنا، (ريبيكا)، لقد فهمت، يمكنكِ التوقف عن هذا الآن."

تفاجأت (ريبيكا) من ردة فعله: "ماذا؟" ثم نهضت من مكان استلقائها وهي مستغربة، وأكمل (دايفيد) كلامه بينما تسمع إليه:

"أنا أعلم بأنني وعدتك بقضاء يوم السبت معك ولكنهم قرروا عقد اجتماع على الساعة 15:00 بعد الظهر. أعلم أن في الأسابيع القليلة الماضية كنت مجنوناً ومنغمساً في العمل، ولكننا... نحن قريبون جدا من تحقيق الهدف... أقصد الشركة. وأنا أعلم بأنني لم أكن أعطيك الإنتباه الذي تستحقينه. فقط... فقط أيام قليلة أخرى، يا حبيبتي. حينها سوف ينتهي كل شيء. أنا أقسم لك. سوف نتزوج وننتقل إلى مكان جديد."

ريبيكا: "م...مكان جديد؟"

دايفيد: "إن كان هذا... المشروع سينجح، فلن يكون لدينا أي شيء لنقلق بشأنه مجددا وإلى الأبد. أنا أحبك."

ومن ثم تركها وذهب، وقبل أن يخرج من المنزل قال لها:

"يجب أن أذهب الآن، إنهم ينتظرونني. أراكِ الليلة، حبيبتي."

لم يعجب (ريبيكا) ما حدث للتو، فأغمضت عينيها وشهقت ببطئ ثم زفرت مطولاً. وألقت بنفسها مجددا على السرير وهي محبطة وتحدث نفسها.

(وها قد غادر... مجدداً... أسبوع آخر وحيدة. لم يسبق له أن كان هكذا... دائما ما يوجد عمل، دائما ما توجد أسابيع قليلة أخرى. هل هكذا سوف تكون حياتنا الزوجية؟ هل أستطيع أن أتوقع منه أن يكون "مرحا" معي لمرة واحدة في الشهر على الاقل؟ فقط لمدة 10 دقائق لعينة في مساء يوم السبت اللعين؟)

ثم قرنت حاجبيها وأكملت: (وهو الذي بالمناسبة، لا يبدو على أنه يتذكر. وماذا كان ذلك حول إجتماع في 15:00 بعد الظهر؟ فأنا وصلت إلى المنزل مع ال17:00 مساءًا، ألستُ كذلك؟ جئت إلى هنا مباشرة بعد محادثتي مع (جودي)... لم يكن لدي أي طلاب لأدرسهم ذلك اليوم... قمت بارتداء عصب العينين وهو قد غادر. وبعدها...)

بعد نطق كلمتها الأخيرة، تذكرت تلك اللحظة حينما تبعت (دايفيد) عندما غادر وترك شيئا ما يخصه، فوجدت (أورين) أمام باب المبنى وكان قد قال لها بأن خطيبها قد غادر للتو. فعادت إلى رشدها واتسعت حدقتا عينيها بعد أن أدركت حقيقة كل ما حدث ومن ثم قالت وهي مصدومة:

"اللعنة..."

***

استيقظ (أورين) وهو حاد المزاج بسبب آثار السّكْر المتبقية، قام ليرى كم الساعة فوجدها الساعة 08:45 صباحاً ولا زال الظلام يغطي السماء، وهو مستغرب لأنه مابين توقيت نومه وتوقيت استيقاظه هي ساعة واحدة تقريباً فقط.

استلقى مجدداً وهو ينظر إلى سقف غرفته، وبدأ يخرج فواقاً، فعلم بأن آثار السّكْر لا تزال متبقية... حتى قرر النوم لساعات إضافية.

مرت 45 دقيقة، وفتح (أورين) عينيه مجددا وكان ضوء النهار قد ظهر مخترقا زجاج نوافذ الغرفة. فنهض من مكانه ليرى كم الساعة فوجدها الساعة 09:30 صباحاً. فبدا يحدث نفسه:

(لا يزال الوقت مبكراً! على كل حال، فأنا لم أعد أشعر بالنوم بعد الآن. أعتقد أن ذلك بسبب الساعة البيولوجية. عندما يخبرك جسدك بأن تستيقظ في نفس الوقت كل يوم، حتى وإن مررت بليلة نوم سيئة. هذا شيء مبهر!)

رمى ذراعه ليبحث عن هاتفه على السرير، فحمل الهاتف وقام بتشغيله فوجد العديد من الإشعارات. رأى الساعة في هاتفه ورأى تاريخ اليوم أيضاً حيث كان يظهر بهذا الشكل "الأحد، 09:31 صباحا".

استغرب (أورين) من قراءته لكلمة "الأحد" في هاتفه، حتى استوعب الأمر ونهض بسرعة شديدة وقال بصوت مرتفع:

"الأحــد؟؟ ما هذا بحق الجحيم!"

ذهب بسرعة إلى الحمام ليستحم بسرعة بينما يسب ويلعن، لأنه سوف يتأخر عن دروسه الخاصة مع (ريبيكا).

خرج من الحمام وارتدى ملابسه ونزل إلى الطابق السفلي ليتناول وجبة الفطور، فوجد (لورين) جالسة على كرسي طاولة المطبخ وهي تعبث بهاتفها المحمول وكانت مرتدية لسماعات الأذن أيضاَ.

ظهرت السعادة على وجه (أورين) لأنه وجد الدوناتس التي يحبها على مائدة الفطور. وبينما كان يأكل وهو واقف أدار رأسه ليرى (لورين) وحدثها وهو منزعج.

"اللعنة يا (لورين)، لماذا لم يوقضني أحد؟"

لكنها لم تجبه لأنها لم تسمعه حيث كانت تسمع الموسيقى، فناداها باسمها بصوت مرتفع لعدة مرات، حتى لاحظت بأن (أورين) ينظر إليها ويحرك شفتيه بدون أن تسمع شيئاً مما يقول. حتى أزالت سماعات الأذن وقالت له:

"هممم؟ هل قلت شيئاً؟"

"أجل! لقد سألت لماذا لم يوقضني أحد! لقد نمت يوم السبت بأكمله! كان من الممكن أن أكون ميتاً!"

تحولت ملامح (لورين) إلى ملامح عدم اهتمام، ومن ثم قالت له:

"لا تجعل الأمر دراميا، إنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها بهذا. في يوم الأحد الماضي كنت قد استغرقت في النوم لمدة طويلة أيضاً."

"أجل، حسنا، ولكن ليس لمدة 24 ساعة!"

أغمضت (لورين) عينها اليمنى وعينها الأخرى تنظر إلى السقف وهي تفكر فقالت:

"همممم... أجل، هذا صحيح، أنت على الأغلب قد حطمت رقمك القياسي السابق!"

"والآن أنا متأخر عن الدرس مع الآنسة (ويلسون)."

لورين: "أوه، لا تقلق حول هذا الأمر، لقد اتصلت بالفعل البارحة لتلغي الحصة."

استغرب (أورين) مما قالت له (لورين)، فسألها:

"ماذا؟ حقا؟ هل قالت السبب؟"

لورين: "لا، لم تقل شيئاً آخر بعدها."

ظل (أورين) مستغرباً من تصرف (ريبيكا) الغريب، لأنها لم تتصل به مباشرة واتصلت بهاتف المنزل. فهو لا يعلم بأنها قد علمت حقيقة ذلك اليون عندما قرر معاملتها كملكة. لكنه لم يهتم كثيراً، وقرر أن يؤجل التفكير في هذا الأمر حتى يسألها مباشرة في يوم الغد.

"حسنا، أنا خارج الخدمة اليوم. هل تريدين القيام بشيء ما؟"

لورين: "لا أستطيع. لدي مشروع علوم لأنهيه."

"أوه هذا محزن حقاً. وماذا عن (كارلا) و(جودي)؟ أين هما؟"

أخدت تفكر بعين واحدة مغمضة، وقالت:

"اهمم... إن كنت أتذكر جيداً، (جودي) ذهبت في موعد غرامي مع (لوسيو) ذلك الشخص الذي يدرس معها في نفس الفصل، وأمي ذهبت لترى الدكتور (مونرو)"

انزعج (أورين) ورد عليها"مــــــاذا؟ موعد غرامي؟ مع شخص؟! ذلك الـ(جايمس) الأحمق؟!"

لورين: "نعم! ذلك الشخص. هل تعرفه؟"

"حسنا، لا، ولكن... اهمم. وهل قلتِ الدكتور (مونرو)؟ المعالج النفسي؟ لا يعجبني ذلك الشخص."

ضيقت (لورين) عينيها وقالت له: "لكنك لا تعرفه حتى."

"حسنا، لا، ولكن... اهمم. على كل حال، سوف أذهب في نزهة لأستمتع بهذا الأحد الجميل. أراكِ لاحقاً."

لازالت عينا (لورين) ضيقتان وهي تنظر إلى (أورين) بشكل مريب، فقالت له:

"أنت لا تفكر في اتباعهم، ألست كذلك؟"

أجابها مرتبكاً: "بالطبع لا، لدي أشياء أفضل لأقوم بها. اهاهه"

لورين: "أجل،أيا كان... سأكون شاكرة لك إذا تركتني أستمع إلى موسيقاي، شكرا جزيلا لك، الوداع..."

ثم عادت إلى انغماسها في هاتفها والموسيقى، فأراد (أورين) اخبارها بشيء آخر.

"(لورين)، هناك شيء أخير..." لكنها لا ترد عليه "(لورين). (لورين)؟ مرحبا؟ ..... تجاهليني إن كنتِ مواقفة على معجبة بالمتخلف (توم)"

عندما قال (أورين) ذلك، تحركت عينا (لورين) نحوه مباشرة بنظرات باردة، ثم عادت مرة أخرى تنظر إلى هاتفها. فبدأ (أورين) يضحك، وقال لها:

"كنت أعلم أنكِ تستطيعين سماعي... أراكِ لاحقاً، أختي."

خرج (أورين) من المطبخ، وهو يفكر في ماذا سيفعل اليوم، لأنه وفي الحقيقة ليس لديه شيء أفضل ليقوم به. لذلك... فقد فكر في اتباع شخص واحد فقط ، سواء (كارلا) أو(جودي)، ليرى كيف حالهم. على الرغم من ذلك، عندما فكر مجددا في الأمر، في الأصل عليه ترك (كارلا) وشأنها، فهو لا يعلم ماذا يجري معها حتى تذهب إلى معالج نفسي، ولكنه علم بأن الأمر مهم.

ففكر ملياّ وقرر الذهاب ليتبع (كارلا)، لأن أمر (جودي) غير مهم أكثر من ذهاب (كارلا) إلى معالج نفسي.

(حسنا لنذهب لنرى الدكتور "مونرو"، يبدو أنني أتذكر بأنه يعمل بالقرب من هنا...)

ارتدى (أورين) ملابس التخفي خاصتك المتكونة من سروال جينز وسترة سوداء وقبعة سوداء. وخرج وهو يتمشى بسرعة.

حتى وصل إلى المبنى الكبير الخاص بالأطباء، فدخل وبحث عن أي باب يحمل اسم الدكتور (مونرو)، حتى وجد مكتبه، وافترض بأن (كارلا) تتواجد هناك. فقام بإلصاق أذنه على الباب حتى يسمع ما يدور هناك في الداخل، وبالفعل كان هناك حديث بين رجل والذي هو الدكتور (مونرو) وصوت إمرأة الذي ميزه (أورين) على أنه صوت (كارلا).

دكتور مونرو: "ولمرة أخرى سأقولها لك يا (كارلا)، توقفي عن القلق كثيراً. كل تلك الأعصاب لا تجعل الوضع إلّا أكثر سوءاً. أنتِ بالكاد ترين زوجك في الأشهر القليلة الماضية، لذلك فأنتِ توجهين رغباتك الجنسية اتجاه الرجل الوحيد الذي لديك اتصال مباشر معه."

(أورين) الموجود خارج الغرفة والذي يسمع للمحادثة استغرب وتسائل إن كان يتحدثون عنه.

كارلا: "لقد فهمت... هل تعتقد بأنه يجب عليّ المجيء إلى هنا مع زوجي عندما يعود؟"

دكتور مونرو: "هممممم... لا، لا أظن بأن ذلك سيكون شيئاً جيداً... للآن، فقط حاولي أن تجِدي أشياء لتشغلي بالك ووقتك بها. أنتِ امرأة جميلة ويافعة، ويجب عليكِ أن تُدرِكي ذلك. اذهبي وصففي شعرك، واشتري لنفسك فستاناً جديداً، وكوني مرتاحة مع نفسك."

كارلا: "حسنا! سأقوم بذلك!"

دكتور مونرو: "فقط لا تسهبي في التفكير بذلك الشيء مع ابن زوجك. تخيليها مجرد مزحة أو حكاية تخيلية غير حقيقية. وحسنا، إن كنتِ تريدين شخصية ذكورية أخرى حولك، يمكنكِ مراسلتي في أي وقت تشائين... يمكننا الذهاب في نزهة، أو ربما الحصول على مشروبات. فهذا عملي، لذا فأنا أريد مساعدة مرضاي بأي طريقة كانت."

لم تعلم (كارلا) بما تجيب على ذلك، ولكنها قالت : "أ-أجل... شكرا لك (كيفن)، سأقوم بذلك إن كان ضرورياً."

كان (أورين) في الجانب الآخر يسترق السمع بكل تركيز وهو غاضب ومنزعج من ذلك الحوار وكان يحدث نفسه:

(هذا اللعين يقوم بمغازلتها! .... إنه...)

توقف فجأة عن الكلام عندما علم بأن شخصاً ما ورائه يراقبه، فحرك عينيه إلى يساره ليرى من الذي يراقبه، فوجد رجلاً أطول منه بقليل لديه لحية كثيفة وشعره أسود منسدل مع لباس محترم، ويبدو واقفا بطريقة مستقيمة وغريبة بينما هو قريب منه جدا وينظر إليه مباشرة. فقال له (أورين) بصوت منخفض:

"اهمم...يا صديق، هل تحتاج إلى شيء ما؟"

الرجل الغامض: "نعم. أحتاج أن أتحدث معك."

فقال له (أورين) الذي لم يغير وضعية وقوفه منذ البداية: "اهمم... أنا أشعر بالإطراء حقاً ولكنني لست مهتماً"

رد عليه الرجل الغامض وكأنه حذر من شيء ما: "تصرف بشكل عادي. قد يكون شخصا ما بالفعل يراقبنا. هذا المكان ليس آمناً. فقط قابلني في الزقاق الموجود خلف الشارع XX."

"ولكن من أنت بحق الجحيم؟"

الرجل الغامض: "سوف تعرف قريباً جداً. فقط افعل ما قلته لك. لأن حياتك تعتمد على ذلك"

لم يفكر (أورين) سريعاً، فرد عليه بسرعة حتى يذهب ويتركه وشأنه: "هممم.... حسنا... سألاقيك هناك، عندما أنتهي مما أقوم به حاليا."

الرجل الغامض: "جيد. سأكون بانتظارك."

عاد (أورين) يحدث نفسه مستغرباً: (ما كان ذلك بحق الجحيم؟ هل من الممكن أن يكون هذا لديه أي علاقة بأبناء (عشتروت)؟ هممم... على الأرجح أنه يريد فقط أن يبيع لي مخدرات أو شيء من هذا القبيل..... على كل حال، هل لا يزالوا يتحدثون؟)

دكتور مونرو: "سأحب قضاء الوقت معك هذا المساء، (كارلا)، ولكن لدي العديد من المرضى في الساعتين المقبلتين."

كارلا: "بالطبع! لا تهتم بذلك!"

علم (أورين) حينها بأنهما سيخرجان في تلك اللحظة بعد إنتهاء محادثتهما، فابتعد عن الباب ووقف بجانب جدار الغرفة مولّيا ظهره إلى مكان خروجهم من الباب، وبدأ يصَفّر. حتى خرج الإثنان أمام باب المكتب وتحدثا لمرة أخيرة.

كارلا: "شكرا لك مجدداً، (كيفن)، أشعر بتحسن كبير الآن. أنت الأفضل!"

دكتور مونرو: "وأنتِ من أكثر المرضى لديّ إثارة للإهتمام... سوف أراسلك عبر الإيميل بعد أيام من الآن، لكي أسأل عن حالك."

كارلا: "بالطبع! إلى اللقاء!"

غادرت (كارلا) وظل الدكتور (مونرو) واقفا مكانه، حتى استدار وكان أمامه (أورين) فقال مخاطبا له:

"أوه، مرحبا يا (بول). هل أنت جاهز للحصة العلاجية؟"

استغرب (أورين) مما قاله وتساءل إن كان يحدّثه. لم يستدر بسرعة لكي يجيبه بل بقي في نفس الوضعية ولكنه رفع رأسه عندما قال له الدكتور (مونرو):

"أنا آسف، هل أنت هو (بول)؟"

ارتبك (أورين) قليلاً، ولكنه ابتسم ثم أجاب بشكل عادي:

"أجل! أنا هو (بول)."

دكتور مونرو: "ممتاز. من فضلك، أدخل."

يتبع..

2022/02/02 · 90 مشاهدة · 1902 كلمة
نادي الروايات - 2024